متابعات

نشرت الدكتورة حفصة الإمام والفريق البحثي الذي عمل معها دراسة علمية في مجلة African Journal of Biological Sciences، تناولت العلاقة بين فصائل الدم ABO وشدة الإصابات بفيروس كوفيد-19 في مدينة غدامس، ليبيا.

تعد هذه الدراسة من المحاولات البحثية الدقيقة التي سعت إلى تقديم فهم معمق للعلاقة بين الأنماط الدموية المختلفة وشدة الحالات المرضية الناتجة عن العدوى.

تضمنت الدراسة مجموعة شاملة مكونة من 286 عينة مأخوذة عبر مسحات أنفية بلعومية.

جمعت وفقًا للمعايير الصارمة لمنظمة الصحة العالمية، واعتمدت على تطبيق بروتوكولات متقدمة لاستخلاص الحمض النووي الريبي الفيروسي باستخدام ثلاث مجموعات من الكواشف المتخصصة.

تم تحليل العينات وتأكيد الحالات الإيجابية باستخدام تقنية تفاعل البوليميراز المتسلسل (RT-PCR)، مما أتاح استنتاجات دقيقة وموثوقة.

أظهرت نتائج التحليل الإحصائي التفصيلي أن الإصابات كانت أكثر شيوعًا بين الإناث (53.5%) مقارنة بالذكور (46.5%) عبر جميع فصائل الدم.

كما تبين أن فصيلة الدم A هي الأكثر ارتباطًا بالحالات الشديدة بنسبة (45.6%)، بينما أظهرت فصيلة الدم O معدلات أقل لهذه الحالات، مع سيطرة واضحة لهذه الفصيلة على الحالات ذات الشدة المتوسطة بنسبة (44.7%).

كما برز دور عامل الريسوس الإيجابي (Rh+) كعامل مؤثر في زيادة شدة العدوى، مما يضيف بعدًا جديدًا لفهم الأنماط البيولوجية المرتبطة بمسار المرض.

أما فيما يتعلق بالمؤشرات الدموية، فقد كشفت الدراسة عن انخفاض حاد في معايير الدم، بما في ذلك مستويات الهيموجلوبين، واللمفاويات، وخلايا الدم البيضاء والحمراء، والصفائح الدموية لدى المرضى ذوي الحالات الشديدة.

وفي المقابل، أظهرت الحالات المتوسطة زيادة ملحوظة في تعداد خلايا الدم البيضاء، كما لوحظ أن الانخفاض في تعداد اللمفاويات كان ظاهرة شائعة بين جميع المرضى، مما يعكس التأثير العميق للفيروس على الجهاز المناعي.

تمثل هذه الدراسة خطوة محورية نحو تحسين فهمنا للعوامل البيولوجية والجينية المؤثرة في شدة عدوى كوفيد-19، مع التركيز على العلاقة بين فصائل الدم ومؤشرات المرض.

وتعد هذه النتائج إضافة نوعية للبحوث العلمية، حيث تسهم في فتح آفاق جديدة للتنبؤ بتطور الحالات المرضية ووضع استراتيجيات مبتكرة للتدخل العلاجي.

كما توفر الدراسة مرجعًا علميًا مهمًا لدعم صانعي القرار في تصميم سياسات صحية أكثر فعالية، مع التركيز على تعزيز جودة الرعاية الصحية وضمان استجابة أفضل للتحديات الوبائية المستقبلية.

#مكتب_الإعلام_والنشر.